الخميس، 12 مارس 2020

لقطة من خريف العمر

حياته التي ملأها بالنشاط والصخب والأصحاب.. كانت تباغته كل لحظة بهدم أمل أو خطف عَلَم.. كان يجتهد في نثر الألوان المُحَلِقة.. وقبل أن يركَن لزرع ما تبقى من فضاءات.. سُلبتْ منه سلالم الصعود الأولى ليضطر للعودة ويرممها.. فيتلاشى كل ما علّاه.. أصرّ أن الحياة تكمُل بكثرة رفقاها.. وقد فعَل.. ولكنهم لم يصمدوا.. فبين شراك الوشاة.. وصواعق الأفهام.. وحُفر الظلام.. بات هاجس بقايا عُمره في عدد الذين سيشيعون جسده المُثقل.. فهِمَ أخيراً أن قيمة رفاق العُمر دينٌ مُؤجل يُدفع لصاحبه عند مواراته من دموع المحبين ودعوات المُحسنين.. لم يعُد يخاف اليوم سوى أن يُدفن وحيداً كما عاش خريف عمره وحيداً