الخميس، 23 أبريل 2020

رمضان.. ‏شموع ‏منطفئة

مما يبعث روحانيات شهر رمضان مانحمله في نفوسنا من طقوس وعادات فردية واجتماعية تُسهم في ذلك الشعور المتفرد العميق الذي لايعرف إلا هذه الأيام، واليوم وكل تلك المشاعر قد وقعت ضحايا لفوضى دواخل النفس ، أيكون رمضان مختلفاً هذا العام فحسب؟ أم يمر فارغاً بلا معنى؟ أم يسير عصيباً تلدغ أعماقنا عقارب ساعاته؟ أعلم أن من رأى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته، ولكن مصائب الآخرين إن كنّا نرجو لهم خيراً تضيف لركام مصائبنا أحمالاً وأثقال، ولكن السؤال: أيفكر الآخرون فينا ويرجون لنا من الخير ما نرجوه لهم؟ إن كان فربما يعيد ذلك شيئاً من شموع رمضاننا المنطفئة وإن لم يكن فتلك ظُلمة من ظلمات القدر

الاثنين، 20 أبريل 2020

موئل ‏الروح

المرأة.. ليست مجرد نسمة عاطفية تضاف لحياة الرجل.. بل هي مستودع اتزانه العاطفي الدائم.. وهي لحن كمانِ الرفق المتدفق في تصلبات صخر عروقه وصدره.. وجناح بساتين الحُسن المُحلق في سما صحارى صدره المُقفرة.. وهي غار القداسة الذي يمد روحه بنور تواشيح اليقين.. إنها البسمة، والضحكة، والسلوى التي تبعث الحياة في جدران حياته الصماء..
                       .. إنها حقاً دولة الأفراح..

 

السبت، 18 أبريل 2020

المزيد ‏من ‏الفقدان

ليس يؤلم النفس شيءٌ مثلما يؤلمها الفقدان، ففقد الإنسان لأحبته إنما هو فقد لجزءٍ منه ومن فكره وذكرياته كما يسلب الخريف أوراق الشجر، وكل روح تطير عن الدنيا تعود إلى أحبتها وتحوم حولهم حاملة بيدها سلسلة محفوظات ذكرياتها مع كل من عرفها، وكأن كل روحٍ عائدة منهم أتت لتسأل سؤالاً واحداً: هل نسيتموني؟ فلا تُصدقُ جوابك حتى تحمل معها قطرات من دموع الفقدان المحفوظة في زاوية بعيدة من النفس لا تحررها إلا عند استثارة الذكريات والأشجان، ولا تطلقها حتى تودعها الكثير من الدعوات

الأربعاء، 15 أبريل 2020

زقوم المجافاة

لقد تطاولت أغصان زقوم المجافاة حتى ملأ جفافها وُسع كل الفضاءات المُترقبة.. وجرّحت رقة نسمات الشوق المُنتظِرة.. هكذا هي لاتُخفي شراسة سطوتها.. حتى تقطُر دموع صدر خنقت أنفاسه الظلمات.. وفوضى.. كل ركن من نفسي بغيابك نهشت أطرافه الفوضى .. لا يرممها وينعش روحها سوى طيفٌ ساكن فيها من قبس روحك وتغذيه نبضاتك.. ومع أن لقاءاتي بك لا تنقطع حتى لو منع اتصالك مانع.. إلا أن دفيء قربك وخرير صوتك لا تعوضهما دهور من صور الخيالات وتدفقات التأملات.. ولعل تلك الأدمع المتسائلة توقظ ولو نزراً من وريقات الرحمة في أغصان زقوم المجافاة..

رابط موسيقي :
https://soundcloud.com/wssn0/ashram-il-mostro

الجمعة، 10 أبريل 2020

عن الفقدان

أتعرفون الفقدان؟
لا أتكلم عن ذلك الذي يذكرونه في خضم عواصف قصص العواطف، الصاعد الهابط مع موجاتها، بل عن ذلك الفقدان الذي فرض نفسه علينا من قرابة شهر فحَرمنا رؤية من اعتدنا رؤيتهم من أعزاء وأحباء، وما كان يخفف عنا أن الفرصة مفتوحة للزيارة والمقابلة والسلام،تؤخّرنا المشاغل ولكن إمكانية تحقيقها كانت بقرارنا نحن، أما اليوم فكل ذلك ممنوع، أعلم أن أكثرنا يُنَسّي نفسه ذلك الشعور بالأمل المسرور بأن يحين الوقت المنظور وأن تعود إلى طبيعتها الأمور، لكن..!
هل تتخيلون أن يتحول كل هذا إلى فقد أبدي؟
نعم يمكن أن يصير فقداً أبدياً ،
اليوم فقدنا عمي !
كيف يكون طعم هذا الفقد دون وداع أو حضور دفن أو مراسم عزاء.
أهو ظلم هذه الجائحة التي داهمتنا؟ أم هو ظلمنا لأنفسنا بما اقترفناه من تقصير فيما كان واجباً علينا؟
فيارب ارحم عمي عبدالوهاب وخفف علينا المُصاب
واكشف عنا هذا البلاء