الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

صالح شهيد المصالح


وانتهت تلك الأسطورة القيادية الأكثر جدلية في اليمن عبر التاريخ الحديث ،و أحد أكثر القيادات غرابة في العالم العربي أجمع ، و قد كان يصفه الكثير من المتابعين بـ(ثعلب) العرب لكثرة تقلباته وولاءاته و سرعة تغيرها .

علي صالح الذي صادق الكل و عادى الكل و استغل الكل من أجل مصالحه و منفعته الخاصة فقط دون الالتفات لحقوق شعبٍ فذ يمكن أن يكون قوة كبرى في المنطقة لو حصل على أدنى حقوقه المشروعة ، حوّل البلد لسوق للسلاح و مزاد للدم و مزرعة للقات ، و رفع اسمها لأعلى مراتب الفساد السياسي و الاقتصادي على مستوى العالم حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية ،

 ولكم أن تتخيلوا أعزائي القراء أن بلداً خصباً كاليمن كان يستورد في عام 2010م ما نسبته 80% من الغذاء رغم الدعم الخارجي المتواصل ، و وصل ما يقارب من 45% من المواطنين تحت خط الفقر في عام 2003م و 35% واقعون في حفرة البطالة ،

و لم يكتفِ بكل ذلك بل أعطى كيانات معادية للأمن القومي اليمني فرص التشكُّل و النمو كجماعة الحوثي و القاعدة و الحراك الجنوبي ما جعل البلد مسرحاً للحروب و القتل على مدى فترة توليه بطولها بهدف استنزاف الأطراف الداعمة للأمن و السلام في اليمن و على رأسها المملكة العربية السعودية ،

علي صالح الذي بدأ حياته بالغدر بإصدار أول قرار رئاسي بإعدام ثلاثين شخصاً بتهمة محاولة الانقلاب و أنهاها بالتحالف مع الجماعة الحوثية ثم الانقلاب عليها في آخر المطاف،

 إن أول ما دمره علي صالح لم يكن الإنسان ولا البنيان إنما كانت المبادئ التي داس عليها بحذائه العسكري الغليظ و هشمهما في طريقه لتلبية نداءات رغباته و نزواته وحبه للسلطة ، و مَن قَتل هذا الثعلب الراقص على رؤوس الأفاعي لم يكن سُم الأفاعي إنما قضى عليه الطمع الذي طوق رقبته حتى صرعه ، ليكون عبرة لمن قدم الذات على المبدأ ،و استحق بجدارة لقب (شهيد المصالح).


هناك 4 تعليقات:

  1. فرح العض لمقتله
    وحزن البعض لمقتله
    ولازلت اقول علية من الله مايستحق انه العدل وهو ارحم الراحمين ، احسنت يا أ.خالد العباسي مقال جميل كعادتك

    ردحذف
    الردود
    1. أُفضّل أن أقول : (تولاه الله بما يستحق) و أشكرك صديقي أبا عوض

      حذف
  2. من يدرك يمهل ولا يهمل
    يعلم نهايته كيف تكون
    نسأل الله السلامة والعافية.
    ح.كتبي

    ردحذف