الأربعاء، 7 مارس 2018

حرب الشوارع

و هذا العنوان لا يمت لما يجري في العراق أو سوريا أو اليمن بصلة ، إنما هو أدق وصف أراه لما نعايشه في شوارعنا بشكل يومي بسبب أخلاقيات قيادة السيارات لدينا ، و أكاد أجزم أن الكل يتفق بأن هذه الحالة كفيلة باستهلاك الجهاز العصبي و تقصير العمر ، و كأحد السائقين المُعانين من هذا الموضوع فإني أجد أن مسألة تركيز إدارات المرور على المخالفات الظاهرة - كالسرعة و ربط الحزام و استخدام الجوال- ليس كافياً أبداً ، و في ظني أن من أبرز المشاكل التي نعاني منها (التجاوز و التهور في القيادة ، التكدس عند المنعطفات الحرة ، عدم مراعاة تدرج السرعات بين المسارات المختلفة) .

و عليه فإني أتقدم بالاقتراحات الآتية لعل فيها ما يساهم في تقليص المعاناة من المشكلات المطروحة أعلاه:

أولاً : تطوير مدارس تعليم القيادة بحيث تؤهل السائقين - خاصة من تكون قيادة السيارة مهنة بالنسبة لهم - عبر حصص دراسية و عملية لا تقل مدتها عن شهر و لا تزيد عن ستة أشهر ، و يُفترض أن تزيد هذه المدة لسائقي الأجرة و النقل العام ، و يجب أن يكون التدريب شاملاً لفهم الأنظمة و تطبيقها خارج المدرسة و تكوين ثقافة متكاملة تتجاوز مجرد تحريك السيارة - و تلبيقها -

ثانياً : رقع مستوى صرامة الأنظمة على قطاع النقل العام بكل فئاته ، لأن أخطاء القيادة باتت متزايدة لديهم و وظاهرة لا يمكن السكوت عنها و هو ما يؤدي باستمرار لحوادث كارثية و أضرار كبيرة.

ثالثاً : من الواجب و المهم جداً استثمار مناهج التعليم - بدءً من مرحلة الروضة و حتى آخر مراحل التعليم الجامعي -  لغرس أخلاقيات قيادة السيارة الصحيحة ، و أقترح أن تُصبح أحد المواد التي تُدرّس في المرحلة الثانوية أو الجامعية ليجمع التدريب بين المهارة و الثقافة و الأخلاق و هو ما فشلت مدارس تعليم القيادة في فعله منذ تأسيسها.

رابعاً : لقد أصبح واقعاً دخول العنصر النسائي في خضم عالم قيادة السيارة لدينا ، و عليه فإني أقترح أن يُضاف لتدريب النساء مواداً في كيفية التعامل مع حالات الطوارئ و التي من ضمنها حالات التعدي او التحرش ليتعلمن كيفية حماية أنفسهن في أتون حرب شوارعنا الشعواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق