الأحد، 9 يناير 2022

الحصار الأقسى

يُقال أن كلَّ شيء نعتادُه يفقد تأثيره علينا وقيمته عندنا،

إلا أني أرى التعازي ومع تكاثرها تزيدنا حَزَناً وألماً، وكأنّ دائرةَ الموت المظلمة باتت تُقلّص فرص النجاة من حولنا، 

وصار المُعزِّي كالمُعزَّى، كلاهما يستحق المواساة، لأنهما يُجدّفان في ذات بحور المآسي الأليمة ذات المصير المحتوم، أو لأنّ كلاً منهما -بموت الفقيد- قد خطى خطوة جديدة نحو حفرته المنتظرة..

هو مشهد لحالة حصار قاسية تُضيّق الخناق على لوحات زاهية مزخرفة تسكن المستقبل البعيد..كم هو بعيد.. وذلك الجناح الأسود الذي يحجب الأفق، ويحلق قريباً من رؤوس غافلة، 

ويقترب.. حتى يصير الكل مكشوفاً تحت حدة جناحه المسنون..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق