الجمعة، 20 مايو 2022

حضرتك

من أجمل ما في اللهجة المصرية قولهم (حضرتك) وهي كلمة تميزهم عن كل الشعوب العربية الأخرى، 

وقولهم (حضرتك) يسبق غالباً تقديم طلب أو نداء الأشخاص الذين توجب العادة الاجتماعية احترامهم، كالوالدين والأخوة إذا كان الفارق العمري كبيراً، ويصل ذلك الاحترام حتى لمدير العمل إذا كان فارق العمر واضحاً أيضاً.

وانظر مثلاً إلى الفارق الشاسع بين قول ابنك لك (أعطيك لبن ولا عصير) أو قوله (حضرتك تحب لبن ولا عصير)، وبمقارنة الصيغتين ستتذكر كثيراً من مظاهر مستنكرة مرت بك لأطفال يكلمون آباءهم والحوار لا يبين أياً منهما الأب، ثم تعود وتتذكر كم هو جميل استعمال مثل هذه الكلمات التي تعزز هذا الاحترام الواجب.

صحيح أن مثل هذه المظاهر بدأت تتأثر وتضعف بفعل التقلبات الاجتماعية المتسارعة، لكن بعض الأسر مازالت تحرص عليها وتصر على غرسها في تربية أبنائها، وأتمنى أن تبقى هذه الأخلاقيات الجميلة ولو في محيط الأسرة على أقل تقدير.

اللطيف في الأمر أن هذه الكلمة (حضرتك) انتقلت إلينا في مدن وحواضر غرب المملكة بفعل الأواصر الاجتماعية بين البلدين، ولكنها تغلبت في صيغة مختلفة وهي السخرية، فإذا قال أحدهم للآخر (حضرتك اللي قلت) فلتعلم أن المتكلم رافض هذا القول وهو ساخر منه على الأغلب.

وختاماً أقدم كل التقدير لكم حضرات الأحبة والأصدقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق