قلت: في نصيحة الخليفة الرشيد ما قد يفي بحل أكثر مشكلات (الاحترام) بين الناس، فيكفي أن يتجنب المرء قول ما قد يسبب إحراج الآخرين.
وأصل ذلك في قوله ﷺ: (أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراءَ وإن كان مُحقًّا..) الحديث، فقول الحق ليس كافياً لقوله في كل موقف.
ولكن الفرق في وصية الرشيد أنه علّم الأصمعي محاولة فهم الطرف المقابل -ذا المرتبة الأعلى- كالأب، والأستاذ، والرئيس، وذا الفضل، والحاكم..الخ وتحاشي ما قد يحرجهم أمام الناس، فإن الأدب يوجِب هذا التحسس على الإنسان إن حرَص على علاقته بمن هو أعلى منه مرتبة، لا أن يجعل نفسه في مبارزة إحراج واستعراض معلومات أو مهارات كلامية.
ومشكلة هذا النوع من المبارزات أنه يضع ذا المكانة العالية في إحراج مهما كانت النتيجة، فإن انتصر قالوا: انتصر على ضعيف، وإن انهزم عيروه، وإن سكت ترفعاً اتهموه بالعجز.
وهذا يلفت النظر لإحسان النظر للأمور، لا أن ننجرف -كمتفرجين- خلف ردود الأفعال دون النظر لكل موقف برمته.
أطلت الكلام وما قصدت إلا التعليق على الموقف أعلاه، وما في النفس أكثر.
دمتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق